عن عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: حدثني مطهر، وقد كان بكى شوقًا إلى الله تعالى ستين عامًا، قال: رأيت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الأذفر، وحافاته شجر اللؤلؤ، وطينة العنبر، وفيه قضبان الذهب، وإذا بجوار مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحانه وتعالى سبحان، سبحان المسبّح بكل لسان سبحان الموجود في كل مكان نحن الخالدات فلا نموت أبدًا. نحن الراضيات، فلا نغضب أبدًا. نحن الناعمات، فلا نتغيّر أبدًا. قال: فقلت لهن: من أنتن؟! فقلن: خلق من خلق الله تعالى. قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن بصوت واحد حسن مليح:
ذرانا إله الناس رب محمد *** لقوم على الأطراف بالليل قوم
يناجون رب العالمين إلههم *** ونسري هموم القوم والناس نوم
فقلت: بخ بخ! من هؤلاء الذين أقر الله أعينهم؟ قلن: أما تعرفهم؟! قلت: لا والله ما أعرفهم. فقلن: هم المجتهدون بالليل، أصحاب السهر بالقرآن.
موسوعة الحكم.