جاء أبو عثمان عمرو بن عبيد إلى مجلس الخليفة المنصور، فقال له: عظنا يا أبا عثمان، فقرأ سورة الفجر حتى بلغ قوله تعالى {إن ربك لبالمرصاد} فبكى بكاءً شديداً ثم قال له: إن الله أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، واعلم أن الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قلبك ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، وإني أحذرك ليلة تمخضت صبيحتها عن يوم القيامة، ثم بكى أشد من بكائه الأول حتى رجف جنباه.